يوم ما
10/23/2024
وكأن ثقل العالم على ظهري وكتفيّ، هكذا شعرت اليوم بينما كنت أفيق من النوم كي اجهز سراج للذهاب الى المدرسة، وكعادة كل يوم اقول في نفسي بينما اصحو "اليوم سأنام باكرة وسأُعوض كل ساعات التعب المتراكم والنوم التي تنقص جسدي " احسم الامر اتحدث بجدية الى نفسي وأمضي .
اما في الحقيقة، فحين يأتي الليل يعزّ عليّ ان أنام واترك الليل الهادئ الذي حل بعد نهار كامل من المهام النفسية والجسدية مهما كانت مبهجة او نمطية عادية، بين رعاية الاطفال واداء المهام المنزلية ، تهيئة وقت مناسب للرسم والعائلة والقليل من العلاقات الاجتماعية ، لا شك بعد ذلك كله اني سأُفضل احتساء كوب دافئ من الاعشاب ومشاهدة برنامج او مسلسل ما رفقة زوجي الذي يشاطرني الاحساس ذاته ببهجة الحياة وتعبها في آن واحد على ان أخلد للنوم سعيًا لراحة بدنية، احتال على نفسي كل صباح في التخطيط مجددا بتلك الخطة النفسية المكشوفة، ومع تمر كل يوم ، ربما لاني لا امتلك حينها الا الامل بتلك الليلة اللاحقة الطويلة والعميقة التي تتشبع بها خلايا دماغي و جسدي بالنوم، انه أمر جيد ان لا يخترق الدماغ قدرتنا النفسية على ارتكاب وممارسة وتصديق الحيل!
زوجي في اجازة اليوم والبارحة، استيقظ معنا صباحًا واعانني بتجهيز سراج للذهاب الى المدرسة، ثم اخبرني بحاجته مجددًا للنوم بعد ان غادر سراج الى المدرسة، وبسرعة الضوء غفى .
حاولت النوم انا الاخرى وفي حين ذلك لم يُبق ديار الصغير قطعة العاب صغيرة لم يحاول وضعها في فمي وانفي، كل السيارات الصغيرة عبرت على وجهي وجسدي، جلس على شعري مرات عديدة كنت اشعر بها واسمعها تتقطع، افقت وذهبنا سويًا الى المخبز، احضرنا مناقيش الزعتر واقراص العيد لوجبة الفطار، من المؤكد انها ليست بجودة تلك التي تصنعها جدتي وامي بزيت الزيتون وحوائجه السخية، الا انها تفي بالغرض.
تناولنا فطارنا سويًا ثم باشرت ببضع مهام مؤجلة ، انتهيت من بعض اعمال البستنة المقننة بطبيعة الحال، زرعت محاصيل تزرع في هذا الوقت من السنة، بصل ثوم كزبرة سبانخ فجل بروكلي، قمت بتنظيف المرسم أيضًا فقد قام زوجي مؤخرا بصنع مساحة إضافية هناك تصلح للعديد من الأشياء، انها عملية جميلة ودافئة حقًا، أصبح المرسم مكان أليف ومساحة دافئة للعمل الجماعي العائلي، كنت افكر بخلق تلك المساحة من فترة إلا ان عبيدة قام بتنفيذ الفكرة وعلى نحو إبداعي اكثر مما خططت له، أشعة شمس الخريف الدافئة الناعمة تتسلل وتتسلق الجدران والابواب والألوان وكل زاوية في الغرفة، صنعت كوبا من القهوة كي أحتسيه بينما ادون يومي هذا، حاولت تشكيل قلب على وجه فنجان القهوة فكان قلب غريب اطوار ☺
ربما لا شيء مهم حقًا الا ان تدوين اللحظات والايام امر يشبه الحديث، أو أحاديث الحصاد كما يشاع القول نسبة لتلك التي بلا مغزى حقيقي, تؤنس المرء وفقط. يتعداه بكونه يبقي اللحظة فحفوظة في ذاكرة ما، التقط الحال في الزمان والمكان وكل ما يحيط بهما، اليست القيمة بوجهة نظر ما هي ما نشعر به ونمنحه للأشياء؟