شمس ما بعد المطر

11/20/2024

السابعة والربع صباحا , تبقى خمس عشرة دقيقة لميعاد وصول الحافلة التي تقل سراج الى المدرسة ولا زلنا لم ننجز أي شيء يذكر حتى يكون جاهزا للذهاب, اقف في المطبخ احضر شطائر مربى الفراولة المحمصة بالزبدة من أجل عبيدة وسراج ثم بكل سلام دخلت شمس رقيقة منسابة الى المنزل في لحظات, اضاءت المكان بضوء ناعم هادئ مريح للبصروالروح . تركت الشطائر والشاي ووقفت بمحاذا النافذة ألتقط المشهد , انها الشمس التي تشرق بعد المطر ما بالك بليل ماطر طويل؟ هناك هدوء مسالم في الجو ,الطيور تعبرالسماء ضمن أسراب بتأني وروية اتخذت قراري مباشرة, سأذهب برفقة ديار في تمشية بالقرب بعد خروج القوم الى اشغالهم

منذ مدة توقفت عن التنزه صباحا لربما لأن الجو متقلب وصار يميل الى البرودة, اليوم يبدو الهواء باردا دافئا في الوقت ذاته بوصف مشابه تماما لشعور الانتعاش .. ويبدو أن ديار مشتاق الى المشي أيضا, هذا ما شعرت به عندما حملته ونظرنا عبر النافذة نحدق في الصباح والحياة والمارة, مشينا بين البيوت والحقول القليلة المتبقية, شربت قهوتي وتناول ديار حصته الصباحية من حبات الزبيب والتوت المجفف والتمر ثم عدنا الى البيت

انه الاربعاء وبحلول يوم غد يفترض بي أن أنتهي من التجهيز لبعض أصناف المئونة الشتوية لكن من الواضح ان أجزاء من الخطة سيتم ترحيلها للاسبوع القادم , أستمتع بذلك ولا أشعر بضرورة العجلة, انما فقط أرغب أن تكون الأصناف جاهزة لتمنح الشتاء دفئا ما, يرفض ديار أن يأخذ قيلولته الصباحية اليوم على الأقل يقاوم ميعادها, لكن لم أعد أشعر بتوتر أو قلق إزاء أشياء كهذه فالأطفال في هذا العمرتميل ساعاتهم الداخلية للإنتظام مع فطرة الليل والنهار, هناك ألعاب جديدة يستمتع ديار بطرقها ليلا نهارا, أدوات المطبخ! كل الأطفال تهمل ألعابها وتفعل ذلك, تذكرني امي دوما بأفعالي المشابهة وأنا في عمره, تقول اني كنت متسلطة على ازالة أي نوع من المفارش أو الأقمشة التي تغطي أسطح الأشياء من مكانها دون أي سبب واضح, وهذا ما يفعله ديار بالضبط, لماذا المفارش ما الملفت في الأمر؟
يشبه ديار شكل والده في هذه المرحلة من عمره كثيرا لكن يظل محتفظا بقسمات من وجهي وهيئتي ادركها جيدا, هناك العيون ونظرتها التي لم تتبدل علي يوم , تشعرني بالتفاهم وقراءة الافكار والاختراق حتى, أشعر عبر عيون ديار أن جزءا من ذاكرتي ونمط تفكيري وسلوكي قد استقاه مني عبرها. عيوننا المشتركة , هذا ما أشعر به تجاه سراج كله وعيونه التي اورثتنها اياها ايض

اليوم هو يوم سراج الأول في كشافة المدرسة , أذكر اني حدثته عنها قبل فترة وأخبرته أن يفكر بالانضمام كي تزيد من حضوره وشخصيته ثقة واستقلالا وقوة, غابت الأيام ثم عاد بعد فترة يلح علينا ذلك باصرار شديد , حتى أننا خرجنا البارحة في وقت متأخر من الليل كي نشتري له بذلة الكشافة تحت ضغط حماسته وبهجته للانضمام في ذلك, فاليوم هو مهرجان الزيت والزيتون في مدرسته ولطلاب الكشافة أدوار في تنظيم المهرجان, أدرك أن دوره سيكون محدودا وشكليا هذه المرة لانه لا يزال طالب جديد لكني فرحة من أجله كثيرا

Address

Irbid - Jordan

Join our collectors list