رياح قطبية :)
2/6/2025


استيقظنا على صوت رياح وأمطار قوية تدق زجاج النافذة, فكرت ان ما كان علي أن أرسل سراج الى المدرسة ام لا خصوصا كونه يعاني من التهاب وحساسية في الجهاز التنفسي منذ عدة أيام , وجدت رسالة من صديقتي والدة صديق سراج في المدرسة تسألني لنفكر سويا ما ان كان علينا أن نرسل الأطفال الى مدرستهم في هذا الجو, ثم بلحظة قررنا أن لا داعي للمجازفة في صحتهم وعلى ما يبدو كان هذا قرار أغلب الامهات اليوم , عرفت ذلك خلال وقت لاحق من النهار وخطر على بالي انه لا داعي للعجب فالامهات تتصرف غالبا بذات الطريقة عندما يتعلق الامر بصحة أبنائها
قيل أنه مخفض قطبي وقد أثارت هذه العبارة دهشة سراج عندما أدرك للمرة الأولى أن السحب التي تمر فوق رؤوسنا قد تكون قادمة من قارة أخرى بعيدة أو أحد الأقطاب الباردة التي يحلم سراج بزيارتها,ظل يسأل طوال اليوم عن ذلك وكم من الهائل أن تكون السحابة أو التيار الهوائي ضخم للغاية حتى يستغرق يوم أو بضعة أيام في رحلة عبوره فوق رؤوسنا ! دهشة الأطفال وما أجمل الدهشات الاولى
استيقظنا باكرا كما لو كان يوم دوام طبيعي الا اننا أكملنا اليو في المنزل كما في أيا العطل باستثناء زوجي الذي غادر الى عمله فشعرت بحزن ,أو على نحو أدق شعور ما يشبه “التقدير الحزين” لكوننا بقينا جميعا في دفء المنزل عاداه, تناولت رفقط الأطفال فطارا بسيطا بالقرب من المدفأة أما سراج فأصر على صنع طبقه المفضل من الطماطم المقلية , شرعنا بعدها بصنع قالبين من الكيك واحد من أجلنا والاخر لجارتي التي تتذكرني دوما بما تشتهيه نفسها من الطعام, وبينما كان قالب الكيك في الفرن ينضج على مهل وقد أغرق المنزل برائحته الشهية, جلسنا حول طاولة المطبخ نرسم أعمال فنية سريعة ولكن فرحة وجميلة, انها المرة الاولى التي أتمكن فيها من رسم شيء مبهج منذ اشتعلت الحرب في غزة حتى اني شعرت في كثير من الأوقات أني أفقد أو فقدت قدرتي على ذلك . رسمت كأسا تحمل زهوراً برية جميلة وأخرى لشقائق النعمان, اسستخدمت ألوان الباستيل الزيتي بعد انقطاع طويل عنها طال لسنوات, لا أعلم ما الذي شدني اليها من جديد, أعتقد اني رأيت فنانة على انستغرام ترسم عبرها أعمالا مبهجة ورقيقة مما أثار شوقي لها من جديد
منحت الأطفال حماما دافئا ,تناولنا العصير والكيك ثم أتى اصدقاء سراج لزيارته واللعب معه, فاليوم عطلة كما قررت سائرالامهات



















