رحيل
5/19/2025
تستغرق الأشياء عادة وقتا أكبر من ذاك الذي نظن أنها تحتاج اليه, منذ يومين وأنا منشغلة في التقاط صور لأعمالي الفنية, فرزها وتصنيفها بحسب التاريخ والحجم والمواد المستخدمة في رسمها. الأمر يشبه الرحيل وأنا في طور ذلك فعلا.
قبيل اسبوعين بدأت العمل رفقة زوجي على موقع الكتروني جديد خاص بأعمالي الفنية يعبر عن رؤية أكثر وضوحا لما أرغب بأن يبدو عليه موقعي الالكتروني ومعرضي الرقمي، أيضا للخلاص من الاخطاء التقنية التي تواجهني في الموقع الحالي. في الحقيقة زوجي هو الذي عمل على كل التفاصيل باستثناء الجوانب الفنية التي تتعلق بالالوان والخط واسلوب العرض وما الى ذلك يطالبني بحسمها ويكمل هو بدوره تطبيق رؤيتي تلك، أيضا ومرة أخرى تاخذ الأشياء عادة وقتا أكبر من ذاك الذي نظن انها تحتاج اليه!
اليوم ومنذ الصباح عمدت الى ترتيب استوديوالرسم الذي تحول في الايام الاخيرة الى فوضى, فوضى مطلقة وبحت لا خلاقة ولا ما يحزنون, ادركت فور استيقاظي من النوم اني وصلت لتلك اللحظة التي لن اتمكن فيها من انجاز اي شيء على نحو جيد بينما هذه العشوائية تحيط بي فكانت الخطوة الاولى من يومي ان امنحه الوقت الكافي حتى يعود مكاني المريح الذي اعهده, ثم على الكنبة البيضاء في مرسمي النظيف الجميل أمضيت بقية صباحي حتى انتصاف الظهيرة وانا احاول الانتهاء من موقعي الالكتروني الجديد "هذا" بالمناسبة, إضافة اللمسات شبه الأخيرة التي أكتشف في كل يوم انها ليست بأخيرة وأظن الأمر بات يشبه السقوط في حفرة بلا هوة ههه, كلما ظننت انها النهاية برزت امور وتفاصيل اخرى تحتاج العمل عليها مرارا,انها اللانهاية :) !
عاد سراج من المدرسة ظهرًا وضع رأسه على كتفي وغفا دون ان نخوض بحديثنا المعتاد، يبدو انه كان يشعر بالتعب ,شعرت بحاجته للهدوء ثم النوم، تركته على الكنبة مرتاحا واكتفيت بتبديل الوسادة بوسادة النوم خاصته ثم خرجت لاحضار ديار من الحضانة وعندما عدنا وبلحظة وصولنا توجه مباشرة نحو الثلاجة، احضر حبة كيوي واخرى افوكادو واشار لي ان اقشرها من اجله, فعلت فقام باحضار علبة اللبن كي اضيف له على الطعام ولا اعلم لماذا يصر الاطفال على اضافته الى سائر انواع الطعام، لم اجادله فانا اعرف هذا المزيج جيدا وقد سبق له ان تناوله من قبل ولا أعلم كيف أقنع سراج بوصفته ايضا، انتهى من وجبته وغفى الاخر على كتفي بينما كنت احتسي كوبا من مغلي القرفة وأنا أواصل العمل على هذا اللانهائي. وضعت الصغير على الكنبة الركنية من الجهة المقابلة لسراج وأكملت العمل بين ملائكتي النقية في غرفة الجلوس في لحظة حياتية عادية, لكنها من تلك الأوقات التي يتمنى المرء أن يظل عالقا فيها الى الأبد.



