مقتل الكومنداتور
4/15/2023
انتهيت للتو من قراءة رواية هاروكي موراكامي "مقتل الكومنراتوار" بشقيها الاول (فكرة تظهر) والثاني (مجاز يتحول)، بصفة عامة أعجبني هذا العمل المليئ بالخيال وعوالم السريالية الممزوجة بالتفاصيل اليومية الحياتية المعتادة، لربما وعلى نحو خاص جذبتني حبكة العمل القائمة على عمل فني مرسوم بالألوان الزيتية صب فيه الفنان هواجسه وروحه وأسراره بمشاعر وقوة مؤثرة جعلت هذا العمل قادرا على قوة الجذب والإستدعاء وعلى نحو منفصل ومغاير عن ما ورد في سياق الرواية لدي ما يشبه الإنجذاب والاعجاب بهذه الفكرة.
أستغرق قراءة الشق الأول من الرواية شهر ونصف الشهر، أما الشق الثاني فاستغرق خمسة أيام :) وهكذا أدركت مدى إندماجي مع العمل.
هذا لا يمنع وجود بعض الملاحظات الأولية على الحبكة والاسلوب، فالكاتب في عدد من المواضع عمل على تهيئة القارئ لأحداث أو تطورات وعناصر تشويق ما من خلال بعض الحوارات والملاحظات والاحداث، ثم غفل او لم يأبه بإقفالها أو إعطائها سياقاً متمماً لها أو لحجم الإثارة الذي افتعله من أجلها على أقل تقدير,
على أي حال، الآن وبعد أن كنت على عجلة لمعرفة مجريات الأمور وكيف ستنتهي هذه القصة، بت أفكر كيف سأمضي الأيام القادمة دون مرافقة بطل الرواية الذي لم يرد إسمه فيها والسيد منشكي والطفلة ماريا أكاكاوا, الحالة التي نصاب بها دوماً عند الإنتهاء من مسلسل أو قصة أو أي عمل فني لازمناه لفترة من الزمن وتمكن بذاته وعالمه من الدخول إلى حياتنا وعالمنا.
كنت سابقاً قد بدأت عادة بما يتعلق بالأعمال الأدبية والفنية ارتحت معها وواصلت اتباعها، متابعة وقراءة عدة أعمال للمبدع ذاته على نحو متتالٍ، الأمر الذي يساعدني على تلقي العمل الأدبي والفني والإحساس به على نحو أفضل وأقرب لمشاعر مبدع العمل وعوالمه، لذا أفكر خلال اليومين القادمين بالشروع تسوكورو تازاكي عديم اللون وسنوات حجه" أو الأكثر شهرة "كافكا على الشاطئ " .
أفضل ترك مسافة يوم أو اثنين بين كل عمل إبداعي وآخر حتى يتسنى للأول الذي انتهيت منه أن يستقر في داخلي والشروع في الآخر دون قياسه على الذي سبقه.
