مخبوزات وموسيقى

5/31/2023

عزمت ليلة أمس بينما كنت أهم إلى الفراش أن أنام حتى وقت متأخر صباح اليوم أو حتى أشعر باكتفاء فعلي في نومي، ولأن سراج لن يذهب إلى الروضة في هذا اليوم فلن يتوجب عليّ الاستيقاظ مبكراً كي أجهزه وأُحضر له الطعام، أوقفت عمل المنبهات على الهاتف وأنزلت الأباجور والستائر حتى لا يتخلل نومي أي صوت أو ضوء, لكن المفاجأة كانت بالنسبة لي عندما استيقظت قبل الموعد الباكر المعتاد بسبب حساسية في الجيوب الأنفية, كان يتوجب علي تناول حبة الدواء المضاد لها قبل النوم لكوني تعرضت للألوان الزيتية لوقت طويل نهار البارحة, حاولت النوم بعدها عبثاً ثم وبعد مضي بعض الوقت أدركت أن عقلي مرهق بفكرة العودة إلى النوم بحد ذاتها انصياعا لنيتي المبيتة أكثر من كونه مستسلم له ومعتاز إليه فقررت أن أبدأ يومي، أفقت.

هناك عزلة إيجابية هادئة يمكن أن تنشط في داخلي عندما أستيقظ قبل بقية أفراد الأسرة،. يوفر لي سكون الصباح فرصة ثمينة للتأمل الذاتي وخلق شعور إيجابي لبقية اليوم. طرأ على نيتي استكمال العمل الزيتي الذي بدأته البارحة، لكن ضوء الشمس الصباحيِّ الناعم الذي يغمر البيت مخلفاً وراءه ظلالاً خفيفة بأنماط مختلفة ومتباينة تتغير بين لحظة وأُخرى بتغير موضع الشمس, قادني بطريقة مفهومة ومتناغمة ما لصنع عجينة! شعرت برغبة مفاجئة لصنع فطائر الزعتر الأخضر الربيعية، ما من شيء يوقظ الحواس صباحاً كرائحة المخبوزات. يقال إن تناول الطعام واحد من أهم مباهج الحياة وأتفق، لكن تجربة صنعه متعة تتفوق على ذلك كله.

حضرت العجينة وكانت متفاعلة جداً، فقد بدأ حجمها يتضاعف خلال دقائق من تحضيرها لربما تجاوبا مع دفء الطقس، تركتها كي تختمر وترتاح , وفي تلك الأوقات قمت بالتقاط صور عديدة للشمس وانعكاس الأجساد عبر الضوء مخلفة ظلال جميلة، قمت بعزف مؤلفة شوبان prelude in e minor براحة كنت افتقدها أيام دراستي الجامعية لتخصص الموسيقى, حيث كان ضغط التمارين الإلزامي وعدم كفاية الوقت الذي يحتاجه طلاب الموسيقى عموما لإنهاء التمرين اليومي يسيطران على المشهد والشعور.

هناك عزلة إيجابية هادئة يمكن أن تنشط في داخلي عندما أستيقظ قبل بقية أفراد الأسرة،. يوفر لي سكون الصباح فرصة ثمينة للتأمل الذاتي وخلق شعور إيجابي لبقية اليوم. طرأ على نيتي استكمال العمل الزيتي الذي بدأته البارحة، لكن ضوء الشمس الصباحيِّ الناعم الذي يغمر البيت مخلفاً وراءه ظلالاً خفيفة بأنماط مختلفة ومتباينة تتغير بين لحظة وأُخرى بتغير موضع الشمس, قادني بطريقة مفهومة ومتناغمة ما لصنع عجينة! شعرت برغبة مفاجئة لصنع فطائر الزعتر الأخضر الربيعية، ما من شيء يوقظ الحواس صباحاً كرائحة المخبوزات. يقال إن تناول الطعام واحد من أهم مباهج الحياة وأتفق، لكن تجربة صنعه متعة تتفوق على ذلك كله.

عدت إلى عجينتي ، كانت ناضجة ومنفوشة على نحو ممتاز ، حشوتها بأوراق الزعتر الأخضر وزيت الزيتون ، وبعد أن نضجت وتحول سطحها إلى اللون الذهبي استسلمت بالشعور نحوها على أنها مثالية تماماً !. بالمقدار الذي أمقت به هذه الكلمة وأبغض توظيفها السائد الذي يقولب ويقيد الأشياء، وأتجنب استخدامها في عموم حياتي ، شعرت أن ما من وصف لها سوى ذلك ! قلت في نفسي يبدو أن الأشياء تصير بغيضة عندما تستخدم في غير محلها فقط ، “مثالية” وأوصاف أُخرى عليها أن تكون نادرة الاستخدام وفي محلها حتى تكون كذلك فعلاً

Address

Irbid - Jordan

Join our collectors list