غياب

4/29/2025

انتهيت اليوم من لوحة كانت عالقة لأكثر من ستة أشهر,في الحقيقة لم انتهي منها تاماً فقد ظل هناك بعض الإضاءات القليلة ذات الألوان النقية الصريحة علي اضافتها بعد جفاف طبقات الزيت التي اضفتهعا اليوم, لكن كل شيء يقول ويشير الى اني انتهيت من كل التفاصيل الابداعية التي تتخلق وتتبدل أثناء انشاء العمل حتى يكتسب وجهه النهائي
انها غزة الجميلة , غزة قبل حرب الإبادة قبل أن تمر من فوقها طائرات وصواريخ وقنابل الاحتلال المجرم . حين فكرت برسمها لم يخطر على بالي مرة أن هذا العمل سيؤلمني كسائر الأعمال التي صورت الدم والألم والعذاب,اعتقدت في بادئ الأمر أنه ربما أستنشق بضعا من الهواء الرطب النقي وأنا أُصورسماء غزة الزرقاء المتلألئة وبحرها ونخيلها وشوارعها ساعة الغروب ومسجدها مسجد الخالدي الذي يحبه أهله غزة, كان الأمر خانقًا يقهر الروح .وكنت في كثير من الأيام انتهي بعد ساعات طويلة من العمل والطبقات الزيتية ولم أنجز أي تقدم حقيقي يذكر, كمن يدور في شوارع مدمرة تشبه بعضها بعضا اكرر نفس الضربات الا أنه في كل يوم يصبح نسيج اللوحة أكثف .
اليوم اضطررت لأن أكذب حتى أتمكن من إكمال المشهد. قمت بتشغيل موسيقى على غير علاقة بالأمر بصوت عال يجبر كل الأفكار بالرأس على التوقف , يطردها ولا يسمح لها بالعبوروالدوران. وهكذا بعد بضع ساعات قليلة انتهيت من العمل. هل علي فعل ذلك مع باقي الأعمال العالقة؟ الكذب والتجرد القسري؟


Address

Irbid - Jordan

Join our collectors list