الخميس
10/24/2024


كما افعل في غالب الصباحات، جلست رفقة ديار بعد ان خرج عبيدة وسراج الى أشغالهم اشاهد التلفاز، يقول المقطع الاعلاني الذي صادفني على اليوتيوب " التحرر من الألم يبدأ ببنادول !"
شعرت لوهلة كما لو أن الأتي محتوى يعين المرء على أن يغور في اسبار ذاته متحرراُ من مشاق الحياة وآلامها، ثم أدركت انها دعاية تجارية لمستخلص طبي، ثم لماذا يسمح بعمل مقاطع دعائية للأدوية كما لو أنها قطعة من الشوكلاتة؟ اليس الاصل فيها ان تؤخذ بتشخيص الطبيب ووصفته لا أن يتم اختيارها بناءا على فعالية الإعلان التجارية؟ اقصد المستهلك ؟ اقصد المريض ؟! ثم لا ابالي لربما عليّ فعلا ان اتناول جرعتي منها اليوم، فقد أجريت جراحة في فكيّ العلوي والسفلي لإزالة طاحونتي العقل في مطلع هذا الاسبوع، بعد أن أظهرت الصورة البانورامية انها قد نمت على نحو مائل أفقي -نائمة كما أحب وصفها- مما قد يلحق الضرر بالأسنان المجاورة، الحل كان بازالتهما، اما باقي الأسنان فكانت بجودة ممتازة بحمد الله, الأمر الذي أشعرني بالرضا نحو الجهود والالتزامات اليومية التي أبذلها في سبيل ذلك.
انه الخميس , نعم وأخيرا أتى الخميس وغدا عطلة، ادرت الحلقة التالية من مسلسل "أحلام كبيرة " استغرقت بالمشاهدة والانجذاب للعمل للحد الذي نسيت فيه اني اشاهد التلفاز وهذه ذروة في تلقي العمل الفني برأيي.
بالطبع كنت قد شاهدته عندما عرض للمرة الاولى قبل سنوات بعيدة, حينها كنت لا أزال صغيرة وكان نمط وجودة تلقي العمل الفني عموما والدرامي على سبيل الحديث مختلف تمامًا عنه الوقت الحالي, كنت كسائر الأطفال اهتم بالقصة والحدث الدرامي بشكل خاص, النهاية مهمة بطبيعة الحال لكن على نحو مُطلق كنت اتمنى النهايات السعيدة دوما, الآن لم تعد اغلبها-تلك السعيدة أقصد- تقنعني, المآسي أصدق, التراجيديا أحق وأعمق أثرا من تلك الضاحكة ببلاهة,
البداية والنهاية ,الحبكة وتطور الحدث الصاعد والهابط كلها عناصر مهمة في الدراما لكن هناك التفاصيل الصغيرة التي ان تم إحكامها في العمل قد تتمكن من السطو والسلب الإيجابي على وجدان المتابع للعمل, مثلا , يسأل الرجل زوجته عن شرشف طاولة عريق تحتفظ به الزوجة منذ سنوات زواجهم الاولى ,ها وقد مر على زواجهم ما يقارب العشرين سنة بتقدير المتابع .. تقترح الزوجة أن تعود لاستعماله وفرشه على الطاولة فيرد الزوج أن لا بأس بذلك على الأقل في يوم الجمعة .. كيف لا تقنع المتابع أن هذا العمل من وحي واقعه وقد كنت لتوي بدلت مفرش الطاولة العملي بذاك المطرز ابتهالا بالخميس الذي يليه عطلة الجمعه ؟
هناك ملامح تميز أيام الاسبوع فتشعرعبرها في أي يوم من الأيام انت دون الحاجة لتقول اسمه بشكل مباشر .. صحيح ؟ اليوم نصحوا بنشاط وأُنس مفتعل لأنه آخر أيام الدوام في هذا الأسبوع, نعمد الى تنظيم المنزل وترتيبه بجودة عالية استعدادا لعطلة هانئة, قد يحظى سراج بساعة اضافية يتأخر بها عن نومه ليلا لأن غدا عطلة, هناك قالب من الكيك وطعام مميز ليومي الخميس والجمعة, تكون وجبة الغداء الرئيسية على طاولة السفرة الكبية المزينة بدلا من طاولة المطبخ. أما السبت فبالرغم من أنه يوم عطلة أيضا إلا أنه بطبيعته يوم وظيفي نتهيأ عبره لأسبوع طويل من الدوام, كي الملابس, ابتياع المستلزمات الناقصة للبيت, حل الواجبات المدرسية .. وهكذا الى مالا نهاية
يأتي محمد صديق سراج لمشاركته اللعب بالالعاب الالكترونية يوم الخميس, نتناول غدائنا سويا ثم وبعد الغداء يذهبا الى غرفة سراج من أجل اللعب أو في الساحة المقاابلة للمنزل بحسب رغبتهما وحالة الطقس أيضا, نشاهد التلفاز, نتحدث براحة ومتسع من الوقت أكبر, ثم نعود لعد الايام مرة اخرى من أجل خميس وجمعة أُخَر.

