الجمعة
5/23/2025
حين يستيقظ الاطفال باكرا في يوم العطلة تكون كل محاولات المضي في النوم عابثة لدى الامهات, هذا ما حصل اليوم وهذا ما أدركته منذ طلعة الصباح ولم أسعى لمقاومته بأي شكل, كان الاسبوع الماضي حافلا بامتحانات نهاية العام المدرسية البغيضة والاستيقاظ باكرا كما تجري العادة, لذا تركت يوم العطلة هذا بلا خطط ولا توقعات ولا مطالب, مما جعلني اتقبل فكرة ان يستيقظ طفلي مع العصافير وأن يصر على أن اصحو معه للعب أو قضاء وقت مشترك.
تناولنا حبات من التمر محشوة بالمكسرات مع كوب حليب بارد ثم انتقلنا الى غرفة المعيشة وبدأنا هناك اللعب بالألوان! فقد أدركت بعد أن قام الصغير بتحويل أبواب الغرف وجدرانه الى لوحات فنية مليئة بالخطوط والأشكال العشوائية أن طفلي يرغب بتجريب الألوان وأثرها على الأسطح والأجساد والملابس, أعطيته ألوانا تناسب عمره وجلسنا نرسم, ظل يتحدث طوال الوقت بلغة االاطفال التي تختزل بأصوا ت بسيطة وبدائية, ومع هذا بامكان الامهات ان تدرك ما يسعى اطفالها لقوله أوالتعبيرعنه, خط الصغير خطوطه العشوائية على الورقة وسطح الطاولة وقليلا على ملابسه فأدركت انه لا يزال لا يعي حدود الورق والمساحات المخصصة للأشياء. رسمت بصورة انطباعية اناء الزهور الذي ازين به الطاولة وشعرت بينما أرسم بشوق كبير لمثل هذه اللحظات من سابق العهد, والتي تتيح لي التقاط الرسومات والاضاءات السريعة على مر النهار على نحو سريع ودون تخطيط أو تحضير مسبق, قلت لربما توجد الحواجز في الرأس في بعض الاحيان أكثر من وجودها في الواقع الحقيقي, لربما علي أن اعيد ألواني ودفاتري بالقرب بدلا من حصرها في استوديو الرسم كما بت أفعل بعدما صارت يدا الطفل تمتد لكل ما هو في مرمى العين, ولنرى.
مر النهار ولم أحظى بوقت للرسم مجددا لا لازدحامه وانما لأن اللحظة المواتية لذلك لم تأت مرة اخرى, الا انها تهيأت لديار الصغيرالذي ملئ أرضية المطبخ الخشبية بخطوط عشوائية جديدة, حمراء زرقاء وبنفسجية! :)



