!العزيز حُزيران
6/23/2023
الثالث وعشرون من حزيران, إنه يوم ميلاد زوجي ,
أحب حزيران وأحب هذا اليوم على نحو خاص وأحب الطاقة الرشيقة التي تعم البيت من أجل احتفال صغير وقت المساء , وأكثر ما أحبه في احتفالاتنا التي بدأت منذ عشر سنوات هو طابع البساطة الذي يحافظ على جوهر الفرح النقي بعيداً عن التكلف والاستعراض المتثاقل.
كيف لا يكون حزيران عزيزاً على قلبي وهو الشهر الذي به يبدأ الصيف فعلاً والعطلة الصيفية وزيارات المسبح ويوم ميلادي وميلاد زوجي وربما رحلات عائلية ؟
في الماضي عندما كنت لا أزال طالبة في المدرسة كانت العطلة الصيفية تعني لي الكثير, وأكثر ما تعنيه لي هو الوقت المفتوح للنوم صباحاً, أنحدر من عائلة محبة ومُقدرة للنوم حتى أن الحديث عنه موضوع مشترك فيما ويحدث أن نقضي وقت طويل نتحدث عنه في جلساتنا, بين حالات وصفية للشعور ومواقف طريفة أو غيرها حدثت مرتبطة به وقد جربت حالات عميقة تتعلق بذلك بدءا من الاستغراق الاستغراق النقي والعميق جداً والذي يمثل الوضع الطبيعي الاوتوماتيكي بالنسبة لي ,المشي ليلاً وقد يرافقه اللعب أثناء النوم وهذه حالة انتهت للاسف مع انتهاء مرحلة الطفولة, التفكير والأحلام المركبة أشبه بعوالم الفنتازيا هما مساحتي في المرحلة الحالية من رحلة العمر!
وعلى ما يبدو أن الأمر جيني فقد أورثت سراج ارتباطاً جديداُ به, ينام بمتعة واسترخاء أبديين, يتحدث ويستطرد بأحاديثه ويرد حين نوجه له الأسئلة,أما أنا فأستمتع أكثر بينما أراقبه .
عودة إلى حزيران , فقد أنهى سراج مرحلة رياض الأطفال في مطلع الشهر الحالي وسيبدأ منذ بداية العام الدراسي الجديد المرحلة الأساسية الإلزامية في التعليم , أُحب الكيفية التي مرت بها السنتين الماضيتين في رحلته المدرسية, لم أكن أُماً شديدة أو متوترة تجاه فروضه المدرسية وصرامة انتظام حضوره بشكل عام بل على العكس, في داخلي أُدرك أن التوتر هو أكثر ما يفسد التجارب ويمنع عنها المتعة, آمنت بحقه في الطفولة والملاحظة واللعب أكثر, حقه في الراحة والتباطؤ في إجراء الأعمال واتخاذ قرارات للتغيب عن المدرسة أو ارتداء ملابس غريبة لا تعجبني . مع الأيام وفي مراحل ما ربما تقحمه الحياة في سباقاتها الكئيبة قسراً بإرادتي وإرادته أوغيره , ربما عليّ كأُم الاستسلام لحدوث ذلك من باب تقبل طبيعة المراحل التي يمر بها الانسان في عصر مادي بطبيعته كالعصر الذي نحيا به, مع وعيي بدوري في توعيته وتعزيز إدراكه لقيمته وإنسانيته وحياته المحدودة بطبيعة الحال, ضرورة إدراكه بما يناسب عمره ووعيه بالمباطحات التي تُشيئ وتسلع الإنسان ثم بالضرورة نبذها ورفضها .
في حفل التخرج منحتنا المدرسة مجسمات خشبية مطبوعة بتصاميم كرتونية للطالب مع الهواية أو الوظيفة المستقبلية التي يرغب بأن يصبح عليها الطفل ومن بين جموع المهندسين والأطباء القادمين اختار طفلي بثقة أن يصير "طاهِ - شيف" , كان الوحيد الذي يرغب بذلك من بين قرابة مائة طفل, وعندما سألته عن السبب قال لي أن أحلامه وطوحاته تبدلت وتتبدل مع الأيام , فقد كان في السابق يرغب بأن يكون فناناً تشكيلياً لربما متأثراً بي, ثم لاحقاً عازف بيانو ماهر وشهير بقصة ما ملهمة, الآن لازال يمتلك الغبة لممارسة كل ما سبق لكنه يفضل التخصص في صنع الطعام, يخبرني أن صناعة العجين والأطباق الشهية أمر ممتع ومفيد, ثم قال لي "بشوفك لما تطبخي بتكوني بتغني ومبسوطة مع قلبك " , يبدو أنه لاحظ وأحب مدى اندماجي في الطبخ, بالفعل عندما أُحضر الطعام أكون مبتهجة وفرحة . أخبرني ختاماً أنه ربما سيغير أحلامه في ما يرغب أن يكون في المستقبل لكن هذا يشبه احلامه الآنية , وكل هذا كله أفرح قلبي.
عودة إلى الثالث والعشرين من حزيران , اليوم أجريت تعديلاً صغيراً على حفلة عيد ميلاد عبيدة وأشعر بطاقة نحوها, ربما علي الآن البدء بتحضير وجبة الفطار ثم الانتهاء من هدية بسيطة بدأت العمل عليها منذ يومين ,"لوحة فنية من أجله"
ثم تجهيز البيت من أجل عطلة نهاية اسبوع وعيد ميلاد هادئ وجميل سأكتب عنها ربما و أُكمل الحديث عن حزيران في يوم لاحق :)



