أعياد مجيدة ..وأطباق مجبولة بالحب
1/25/2025
انها الجمعة ، اليوم الذي يحصد كل تعب الاسبوع ويمنحني شيئًا من النقاهة والاسترخاء, منذ اسبوع اصبنا في البيت جميعًا بوعكات صحية موسمية ،الآن نحن على ما يرام لكن ظل ذاك الشعور بالارهاق الذي يتلو اواخر المرض . تزامن مع هذه الوعكة ورشة صيانة منزلية لم يكن بالامكان تأجيل ميعادها بعد ان رُتبت الامور والمواعيد، كنا كالشجعان المقامرين ونحن نستقبل عمالًا في منزلنا على طول النهار بينما نمر في حالة صحية كهذه، في نهاية كل يوم هناك غبار ومخلفات صيانة اضافة للمهام اليومية التقليدية علينا تنظيفها كل يوم كل ولمدة اسبوع كامل.
اتى كل من شقيقتي وشقيقي في زيارة لمدة يومين حتى تصير الحياة اسهل وامتع قليلًا في هذه الأيام المغبرة،
الجمعة استيقظنا جميعًا في منتصف الظهيرة كغير عادة الجمعة ، فقد سهرنا البارحة لوقت متاخر من الليل نشاهد التلفاز ونتبادل الاحاديث ، شرينا الكثير من القهوة السعودية والشاي رفقة الكيك الانجليزي الشهي ، نودلز كوري معد بالطريقة الكورية مع الخضار وأطعمة أُخرى غير متناسقة ، هذا ما فعله بنا التعب الذي خلفته ورشات الصيانة هذه 🙂 بعد انقضاء الظهيرة ذهبنا جميعا الى منزل والداي وهناك قام كل من والدتي ووالدي بتحضير سبع اصناف من الطعام ! لا اعرف لماذا سبعة ، اذكر ان والدتي البارحة اخبرتني انه ربما قد لا تتمكن من صنع اي طبق فنضطر الى تناول طعام جاهز هذه الجمعة لألم ألمَّ في يدها اليمنى ، لكن والدي تبرع بتحضير الطعام مقابل ان تشرف الدتي على ادائه ، من بينها قام والدي بلف قدر كبير من القرنبيط لأول مرة في حياته لأجلي ، فقد لاح في خاطري هذا الطبق كثيرًا هذه الأيام . علقت والدتي انه تعلم لف الحبات ورصها في القدر بدقة عالية كوالدته ، جدتي رحمها الله.
في الحقيقة يجيد والدي طهي العديد من الاطباق لكنه يميل أكثر الى صنع موائد من المقبلات ، انواع عديدة من السلطة والحساء اضافة الى المأكولات السريعة, يصنعها بمحبة وطيب نفس يشهد الجميع له به
البارحة كان ذكرى ميلاد والدي ، وكحال كل عام نشعر بخجل ونحن في هذه الاعمار البكر من جرعة التفاؤل والاقبال على الحياة التي يتحدث عنها والدي كل عام ، عن معنى الايام والارقام والسنوات ، يسترسل والدي وفجئة كالمعتاد تضحك والدتي وتسأله من أين يأتي بهذه الطاقة والتفاؤل ؟ نضحك جميعًا وأدرك كل مرة ان الله منحنا يوم جميل آخر يستحق ان أشعر بالامتنان لأجله
