آمال شتاء معلقة
1/9/2025


الشمس دافئة والهواء أزرق بارد في الخارج, يشبه الطقس أول أيام الربيع تلك التي يحتفظ فيها الجو ببرودة الشتاء لكن تحاول فيه الشمس أن تمنح للحياة بعض الضوء والدفء .. تلك الأيام التي يصير فيها النهار أطول بقليل من أيام الشتاء المحض, والقلب أكثر دفئاً وخضرة.. لكن أين اختفى مطر السماء هذا العام؟ هل للربيع أن يعود دون مطر كاف وشتاء؟
طرأ على خاطري هذا الحديث أكثر من مرة هذه الأيام لكني حقا لا أهتم ..؟ إلى اي اتجاه ومكان سافرت همومي؟ في تلك الأيام الخوالي قبل بضع سنوات قليلة كان جل همي وترقبي في فصل الشتاء متمحوراً نحو ترقب تلك الأيام التي يكون فيها الجو صافيا نظيفا بعد جولة من المطر, وقد علت براعم العشب والزهور البرية والخضار الورقية وحبات الفطر سطح الأرض في البراري والحقول .. أخرج في رحلة صباحية رفقة سراج أو بمفردي خلال أيام الاسبوع عندما يكون في مدرسته, بحثا عن الجمال والمتعة وممارسة الفن ..وفي أيام الجمعة والسبت بت الآن أشتاق لشوقي للخروج في نزهات ورحلات عائلية لأماكن نعدها أماكننا الخاصة والسرية حيث تتوالى صناعة الذكريات والتقاط الصور واختلاق الأفكار وخوض احاديث بعنى وبلا .. أحاديث تشبه التفكير بصوت عال فيصير الحديث أحيانا أشبه بكلمات متقطعة غير مدروسة أو مفهمومة على نحو جيد, لكننا نفهم جيد ما يراد منها وكيف تشعر هذه الكلمات وهي تحاول أن تقول شيء ما أو تعبر عن فكرة أو شعور.. يذكرني هذا الوقت من السنة مع ذاك الترقب الذي لم يأت هذا العالم بكلمات تشبه مطلع قصيدة استفتحت بها الكاتبة آغوتا كريستوف مطلع روايتها ” أمس” والتي أحببتها ولا زلت أحبها منذ زمن بعيد, ولا زلت أعيد قرآتها بين عام وآخر في فصل الشتاء .. تقول تلك الكلمات
"أمس كان كل شيء جميلاً
النغم خلل الأشجار
النسم خلل شعري
وفي راحتيك المبسوطتين
كانت الشمس"
…
لكن بحق أين غادر الشتاء هذا العام وأين غادر اهتمامي به؟ لربما سلبته الحرب فصار أمواجا عاتية تضرب خيام النازحين وتسلب أرواحهم ودفء قلوبهم , تسلب أطفالهم نحو سماء بعيدة حيث الملتقى مأساوي وبعيد ربما أو قريب ,لكن الحكاية مظلمة وقاسية مليئة بالأسى والألم الظلم والقهر .. هل غدا الشتاء قاسيا الى هذا الحد ؟ ومتى تنتهي الحرب ؟