عام جديد
1/6/2025
هذه الأيام مميزة جدا بالنسبة لي , لا لأنها أول أيام العام وانتعاشة البدايات الجديدة فحسب, انما لأنها أول أيام ديار في دار الحضانة, تتمحور الحياة حول هذا بالنسبة لي وهذا ما يشغل بالي طوال الوقت, منذ بضعة أشهر والفكرة تدور في رأسي أرغب بأن يتواجد طفلي في محيط آمن يضم أطفال في عمره , يلعب معهم ويكتشف حياة ومتع جديدة خارج المنزل وهذا مهم لصحته النفسية والذهنية والجسدية, يمنحني بعض الوقت لانجاز ما يتوجب وما ارغب بانجازه أيضاً
خلال الفترة الماضية شعرت برغبة كي أستريح من الاشياء من حولي بناءا على نصيحة الطبيب وادراكي لظروفي, علمت أن علي أن اولي صحتي الجسدية والنفسة الوقت والراحة دون توقعات او شروط أو مطالب وهذا ما فعلته ولا زلت أحاول فعله, الآن أشعر أني بحال جيد وأن بامكاني العودة لممارسة حياتي كما السابق, السهر قليلاً , المشي خارجاً وعلى وجه التحديد العودة الى ممارسة الفن وانتاجه.
جيوبي الأنفية لا تتركني وشأني, أو لربما عوامل الطقس والغبار وحبوب الطلع والزهور .. حبيبتي الزهور.. كل هذه الأشياء هي التي لا تترك جيوبي الأنفية وشأنها😙 المهم أني لا أعلم ان كانت هذه التحالفات المتآمرة كلها ستسمح لي بالعودة للرسم والالوان الزيتية في هذه المرحلة أم لا؟
في حقيقة الأمر وهذا شأن يغيظ الزهور وحبوبها أني لم اتوانى عن فعل ذلك لحظة, كنت أرسم طوال الوقت طوال الوقت في رأسي, نعم هناك دفاتر والوان ومساحات هائلة لا تنضب انتجت فيها عدداً هائلاً من الاعمال الفنية بعضها صار جاهزا كي ينزل الى الواقع .. لماذا ينزل ولا يصعد ؟ هل الخيال اسمى منزلة من الواقع ؟ ربما .. المهم أن بعضها صار جاهزا لكي ينزل الى الواقع وبعضها الأخر لا زال يسعى لاعتماد الخطوط النهائية والألوان والمنظور وغيرها. لست في عجلة من أمري يا رسوماتي خذن كل الوقت :)
اودعت ديار الحضانة وظل سراج برفقته كي يكون الانفصال تدريجيا, في المرحلة الاولى تكون زيارته قصيرة ساعة الى ساعة ونصف ثم حين نشعر انه بدأ يعتاد المكان تطول الزيارة شيئا فشيئا الى ان تصير ضمن الحد اليومي الطبيعي
في اليوم الاول شعر ديار بتوتر نحو المكان الجديد, الوجوه الجديدة, عدد الاطفال الذين في عمره والذي لم يسبق أن يجتمع بمثله سابقا, هناك عندما شعر بكل هذه الأشياء الجديدة والغريبة من حوله معاً أمسك بأنفه بحركة لا ارادية يعبر فيها عن توتره ومشاعره الجديدة الاخرى , ظل ممسكا به بضع دقائق على نحو لم أتوقعه, ضحكت وضحكنا جميعا وفي قلبي انكماشة صغيرة ما تحاول أن تعبر لأقصى ما يكن أن يشعر به هذا الصغير حتى نجتاز الأمر سويا. قالت لي الأخصائية التربوية هناك أن للأطفال طرق عديدة للتعبير أو محاولة تفريغ المشاعر التي تشحنها التجارب الجديدة وأنها رغم خبرتها الطويلة في هذا المجال لا زالت تتعرف اليها وتكتشفها معهم وعبرهم في كل حين. ضحكت ذات الضحكة مع ذات الانكماشة الصغيرة في القلب وفكرت كيف يُعبر الانسان بطرق لا نهائية عن ما امتزج في داخله من مشاعر
___
_____
للعام الجديد بعيداً وقريباً من كل المخاوف والأوجاع التي أدرك أنه يمكن اجتيازها بل وأنها منسية في مسرى الحياة, لا آمل بشيء على نحو صادق بقدر انقضاء الجنون الذي يجري في غزة, آتمنى أن تنتهي هذه المقتلة وأن يُترك أهل غزة وشأنهم بعد أن خذلناهم جميعاً , عبد ان عجزت كل الجهود والمشاعر الصادقة والمزيفة في آن واحد أن تحرك ساكنا أو توقف طلقة هناك
....